خاص ـ هدي الإسلام "
أهل
<TABLE class=flat align=left>
<TR>
<td>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR></TABLE>أهل سراييفو لن يتمكنون من عدّ أمواتهم، بل على العكس سوف يتمكنون من عدّ أحيائهم"
هذا ما ذكره رادوفان كارادتيش السفاح الصربي الذي ارتكب جرائم الإبادة الجماعية بحق مسلمي البوسنة في أحد حواراته عام 1993.
ولد كاراديتش في 19 يونيو 1945 في بيتنجيكا بالجبل الأسود في (يوغسلافيا السابقة)، وهو أيضًا شاعر وطبيب نفسي.
في عام 1960 انتقل إلى سراييفو لدراسة الطب النفسي، وفي العام 1974 سافر إلى أمريكا لاستكمال دراسته في الطب بجامعة كولومبيا بنيويورك، وبدأ يكتب الشعر في تلك المرحلة، وحصل عام 1969 على جائزة دوفان أوتيتش الأدبية, وحين عودته إلى يوغسلافيا تعرف على الشاعر دوبريكا كويسك، الذي شجعه على الدخول لعالم السياسة.
وفي عام 1989 ساهم في تأسيس الحزب الديمقراطي الصربي في البوسنة والهرسك، الذي هدف إلى جمع الجمهورية البوسنية والصربية.
وإبان انتهاء الحقبة الشيوعية بداية تسعينات القرن الماضي، بزغ نجم الحزب القومي الرئيسي لصرب البوسنة على المسرح السياسي، وتولى كاراديتش رئاسة جمهورية الصرب، ولكن ما إن بدأ تفكك يوغسلافيا السابقة, حتى شرع حزبه الذي كان يتلقى التوجيه من رئيس صربيا السابق سلوبودان ميلوسيفيتش, بالاستعداد للحرب, وقام بتوزيع السلاح الذي يقدمه الجيش اليوغسلافي على المتشددين من أفراد صرب البوسنة.
مجزرة سربرينيتشا<TABLE class=flat align=left>
<TR>
<td>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR></TABLE>
في نهاية العام 1991م وبالتزامن مع الحرب الدائرة في كرواتيا المجاورة، اجتمع البرلمان البوسني لمناقشة احتمالات إعلان الاستقلال عن يوغسلافيا، وقد وقف كاراديتش في ذلك الاجتماع يهدد محذرًا من أن إعلان الاستقلال سوف يسير بجمهورية البوسنة "على نفس طريق الجحيم" التي كانت كرواتيا تتخبط عليه. وأضاف أن زعماء مسلمي البوسنة سوف يقودون قومهم إلى الإبادة إذا لم يكن هناك مجال لأية تسوية أو حل وسط, كما أعلن كاراديتش أن الأجزاء الصربية من البوسنة سوف تنفصل لكي تلتحق بما سيصبح لاحقًا صربيا العظمى.
ودقت طبول الحرب التي استمرت زهاء ثلاث سنوات من 1992 حتى 1995، وفي أبريل من عام 1992، قامت القوات الصربية بمحاصرة عاصمة البوسنة سراييفو، وقام بتهجير مئات الألوف من المسلمين والكرواتيين من المناطق التي كان كاراديتش ينوي أن يقيم عليها جمهوريته الصربية في البوسنة.
جرائم الإبادة الجماعية التي قام بها كاراديتش ضد مسلمي البوسنة تفوق كل الجرائم التي ارتكبت على مدار التاريخ، وتؤكد أكاذيب أوروبا القارة الديمقراطية التي لا تفرق بين المواطنين على أساس الدين أو العرق.
نية كاراديتش لتصفية كل المسلمين في البوسنة كانت مبيتة، وليست مجرد الحيلولة دون استقلال البوسنة والهرسك؛ حيث أشار مؤخرًا ميروسلاف ديرونيتش" ـ وهو سياسي سابق من صرب البوسنة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، أن زعيم صرب البوسنة وقت الحرب "رادوفان كاراديتش " أبلغه بضرورة قتل جميع المسلمين قبل أيام من ارتكاب مذبحة "سربرينيتشا" شرق البوسنة عام 1995 والتي أودت بحياة ثمانية آلاف مسلم.
<TABLE class=flat align=left>
<TR>
<td>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR></TABLE>
وأضاف أنه إجتمع مع كاراديتش أوائل يوليومن العام نفسه قبيل هجوم الصرب على سربرينيتشا التي أعلنتها الأمم المتحدة منطقة آمنة، وأن "كاراديتش " قال له في ذلك الوقت: "
يستحق جميع المسلمين القتل أينما وضعت يدك عليهم".
مذبحة سربرينيتشا ستظل شاهدة على المآسي التي مر ويمر بها مسلمو أوروبا، وهي مستمرة حتى الآن في ذاكرة مسلمي البوسنة، وغائبة بطبيعة الحال عن الذاكرة الإسلامية والعربية.
حرب كاراديتش ضد مسلمي البوسنة كانت لها دوافع دينية، لذا فإنه تلقى دعمًا كبيرًا من قبل دول الاتحاد الاوروبي، وخاصة القوات الهولندية، التي أنيط بها حماية سربرنيشيا - كمنطقة آمنة تحت حماية الأمم المتحدة - قامت القوات الصربية في 11 يوليو عام 1995 بفرز الرجال والصبيان عن النساء بعدما طردتهم القوات الهولندية من مناطقها، وقادتهم بعيدًا حيث أعدموا، وألقيت بجثثهم في مقابر جماعية، توالى اكتشافها الواحد تلو الآخر على مر العقد الفائت.
وتمكن الخبراء من نبش أكثر من 5 آلاف قبر، وتم التعرف على هويات 2032 ضحية بواسطة الحمض النووي وتقنيات أخرى، من إجمالي ضحايا المذبحة الذين قدر عددهم بثمانية آلاف.
ولقي قرابة 250 ألف قتيل مصرعهم إبان الحرب البوسنية 1992 - 1995، تم حتى اللحظة اكتشاف 16500 جثة فقط في أكثر من 300 قبر جماعي.
<TABLE class=flat align=left>
<TR>
<td>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR></TABLE>
محاكمة كاراديتش وبعد إنتهاء الحرب عام 1995 وبقرار من محكمة العدل الدولية أزيح كاراديتش عن السلطة، وظل على قائمة المطلوبين من المحكمة لارتكابه مذابح جماعية وجرائم حرب ضد المسلمين في البوسنة طيلة 13 عامًا، إلى أن ألقي القبض عليه في يوليو 2008، وقامت السلطات الصربية بتسليمه إلى محمكة لاهاي.
وواجه كاراديتش 11 إتهامًا، أبرزها جرائم إبادة جماعية، وبالتواطؤ في ارتكاب جرائم إبادة جماعية، واقتراف أعمال تصفية جسدية، وقتل متعمد، وعمليات قمع وترحيل، وأفعال لا إنسانية وغيرها من الجرائم التي ارتُكبت ضد مسلمي البوسنة وكروات البوسنة وغيرهم من المدنيين من غير الصرب في البوسنة والهرسك، كما أدين رادوفان كاراديتش بارتكاب جرائم حرب بسبب قصف المدنيين في سراييفو، وإطلاق النار عليهم، مما أسفر عن قتل وجرح الآف الأشخاص، بينهم العديد من النساء والأطفال.
وبعد مرور ما يزيد على عامين من القبض على كاراديتش، فإن المحكمة الدولية لم تصل لقرار نهائي، ويرجع ذلك إلى تلاعب كاراديتش الذي يطالب في كل جلسة للمحاكمة إتاحة الوقت الكافي لتقوم هيئة الدفاع عنه بتقديم الأدلة الكافية التي تثبت براءته من التهم المنسوب إليه.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز في هذا السياق أن سلوبودان ميلوسوفيتش الزعيم اليوغسلافي السفاح السابق مارس ألاعيب مماثلة مع محكمة جرائم الحرب على مدى أربع سنوات، انتهت بموته جرّاء نوبة قلبية قبل إصدار حكم رسمي، ويبدو أن كاراديتش عازم على الاقتداء به، وتحقير المحكمة وإطالة القضية.
<TABLE class=flat align=left>
<TR>
<td>
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR></TABLE>
ويمكن التأكيد على أن جرائم الإبادة الجماعية ضد المسلمين في البوسنة والهرسك ستبقى شاهدة على رخص الدم المسلم في أوروبا الديمقراطية، وغياب أي دور عربي أو إسلامي إزاء هؤلاء المسلمين الضعفاء !
==========